اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 296
وبالجملة لَهُمْ بعد وصولهم الى مقرهم مَغْفِرَةٌ وستر لأنانيتهم التي قد كانوا عليها بمقتضى تعيناتهم الباطلة العاطلة وَرِزْقٌ كَرِيمٌ من الكشف والشهود نزلا من عند العزيز العليم
ثم بشر سبحانه بما بشر به من اقتفى اثركم ايها المكاشفون الواصلون وسلك سبيلكم من اصحاب الارادة والطلب فقال وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا مثل ما هاجرتم أنتم ايها الفانون الواصلون وَجاهَدُوا مَعَكُمْ في سبيل الله وترويج دينه وسنته بأنفسهم وأموالهم كما جاهدتم أنتم فَأُولئِكَ المجاهدون الباذلون مِنْكُمْ اى من جملتكم وعدادكم وأجرهم عند الله مثل اجركم وهم إخوانكم وأرحامكم في الدين وَأُولُوا الْأَرْحامِ وذووا المناسبات والقربات في سبيل الدين وطريق العرفان واليقين بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ في الولاية والنصر والمصاحبة والمواخات فِي كِتابِ اللَّهِ تعالى اى في حضرة علمه ولوح قضائه إِنَّ اللَّهَ المتجلى على ذرائر الآفاق بِكُلِّ شَيْءٍ من رقائق المناسبات ودقائقها عَلِيمٌ بعلمه الحضوري لا يعرب عن حضوره شيء
خاتمة سورة الأنفال
عليك ايها المتوجه نحو الفناء المهاجر عن ورطة الغفلة والغرور ان تقتفى في سلوكك هذا اثر اهل الهجرة والنصرة المرابطين قلوبهم لتوحيد الحق الباذلين مهجهم في تقوية من ظهر عليه صلّى الله عليه وسلّم وترويج دينه وسنته المتخلقين بأخلاقه المتعطشين بزلال مشربه المستظلين بظل لوائه المستمسكين بعروة ولائه ولا يحصل لك هذا الا بالركون الكامل والاعراض التام عن مقتضيات القوى البشرية ولوازم الطبيعة مطلقا كهؤلاء الكرام المنخلعين عن جميع ما يعوقهم ويشوشهم من لوازم هوياتهم حتى عن الأهل والأوطان لذلك قد انكشف لهم من الحقائق والمعارف والمكاشفات والمشاهدات ما انكشف بحيث اضمحلت عن عيون بصائرهم ما سوى الحق مطلقا وصاروا فانين في الله متحققين بمقام وبي يبصر وبي يسمع الحديث وعليك في عزيمتك هذه التشبث بكتاب الله الذي هو المرشد الحقيقي وبأحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم وبكلمات المشايخ العظام قدس الله أرواحهم ولا سيما لك ان تستمد في مطلبك هذا من قلوب البدلاء الوالهين الحائرين بمطالعة وجه الله الكريم إذ هم لاستغراقهم في بحر الشهود قد انخلعوا عن لوازم هوياتهم مطلقا وبالجملة ما لنا من حالاتهم الا الحسرة والعبرة ان كنا من ذوى الاعتبار والاستبصار ربنا اهدنا إليك باى طريق شئت انك بفضلك وجودك تهدى من تشاء من عبادك الى فضاء وحدتك وانك على عموم ما تشاء قدير بلطفك يا كريم
[سورة البراءة]
فاتحة سورة البراءة
لا يخفى على من تمكن في مقر التوحيد وتوطن في مكمن الفناء والتجريد خالصا عن توهمات التخمين والتقليد مستويا على جادة اليقين والتحقيق معرضا عن كلا طرفي الإفراط والتفريط ان من لم يترق عن المرتبة الحيوانية ولم تثمر شجرة هويته الثمرة الانسانية التي هي المعرفة والتوحيد فهو والحيوانات العجم سواء في الرتبة بل هو أسوأ حالا منها ومتى لم يطع حكم المربى ولم ينفذ لأمره لينقذه من جهله ويوصله الى ما خلق لأجله سيما إذا تعنت وتجبر واستكبر على من بعث لتربيته وامر لإرشاده وتكميله بل كذبه وأنكر عليه وطغى على امره سبحانه بل أشرك به غيره
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 296